بسم الله الرحمن الرحيم
(الاستسقاء)
أستغفِرُ
اللهَ، أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ الله
أستغفِرُ
اللهَ، أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ الله
أستغفِرُ
اللهَ، أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ الله
الْحَمْدُ
اللَّهَ مُغِيثِ الْمُسْتَغِيثِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.
تَكْفَّلَ
بِأَرْزَاقِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِينَ (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا
عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا، كُلٌّ فِي
كِتَابٍ مُبِينٍ).
وَأَشْهَدُ
أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أمّا
بعد:
صحَّ
عَنِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أنَّه قال: (ليسَ السَّنَةُ ــ أي: الجَدْبُ
والقَحْط ــ بأنْ لا تُمطَروا، ولكِنَّ السَّنَةَ بأنْ تُمطَروا وتُمطروا ؛ ولا
تُنْبِتُ الأرضُ شيئًا).
اعلموا
عبادَ اللهِ: أنَّهُ ما نَزلَ بالعبادِ بلاءٌ إلا بذَنْب، ولا حلَّتْ مُصيبةٌ بالَخْلِق
إلا مِنْ خطاياهُم، ولا فَشَا الفسادُ في البَرِّ والبحر إلا بسبِ السيئات.
فقد
قالَ عزَّ وَجلَّ مُخبِرًا لنا عن ذلك: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}.
وقال جلَّ وعلا:
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ - لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي
عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }.
وثبت
عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ
أَمْوَالِهِمْ - إِلَّا
مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ -
وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا).
ولا
يرتَفِعُ ذلكَ عنِ العبادِ إلا بتقوى اللهِ عزَّ وَجلّ، باتِّباع أوامره، وترْكِ
ما نَهى عنه وزجَر، والتوبةِ إليه، وكَثْرةِ الاستغفار.
فَأَظْهِرُوا
الِاضْطِرَارَ وَالْحَاجَة، وَالْفَقْرَ وَالْمَسْكَنَة، وَاصْدُقُوا فِي
التَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْمَغْفِرَةَ.
رُدُّوا
الْمَظَالِم، وَاتَّقُوا الْمَحَارِم، وَتُوبُوا مِنَ الْمَآثِم، مُرُوا
بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْكَر، وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ،
وَأَدُّوْا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَاحْذَرُوا التَّبَاغُضَ وَالشَّحْنَاءَ،
وَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، وَاجْتَنِبُوا الْغِشَّ
وَالْخِدَاعَ فِي الْمُعَامَلَاتِ، وَاتقوا اتِّبَاعَ وَالشَّهَوَاتِ،
وَتَجَنَّبُوا الْغَيْبَةَ وَالنَّمِيمَةَ وَالْبُهْتَانَ، وَتَعَطَّفُوا عَلَى
فُقَرَائِكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَالْإِحْسَانِ.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فيا فوز
المستغفرين استغفروا الله..
الخطبة الثانية:
أستغفِرُ
اللهَ، أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ الله
أستغفِرُ
اللهَ، أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ الله
أستغفِرُ
الله.
كان مِنْ دَأَبِ النبي صلى الله عليه وسلم إذا انقطعَ القطرُ من السماء
خرجَ بأصحابِهِ فصلى ركعتين، ثمَّ خَطَبَ بهم خُطبةً، ذَكَرَهُمْ فيها بِرَبِّهِم،
وَذَكَّرَهُمْ بالتوبةِ والإقبالِ عليه. وَأَكْثَرَ فيها مِنَ الاستغفار.
فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أمرنا بالاستغفار، ووعدنا بالإجابة للاستغفار.
وكُلُّ الأنبياءِ عليهمُ السلام، كانوا يأمرونَ أقوامَهُم بالاستغفار.
فبيّنَ اللهُ عزَّ وجلَّ أنَّ الاستغفارَ يسوقُ اللهُ بهِ الأرزاقَ إلى
العباد.
وأخْبَر ــ جلَّ وعلا ــ أنَّ نوحًا عليه السلام ــ قال لقومه: {فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ
مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}.
﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُوا۟ عَلَى ٱلطَّرِیقَةِ لَأَسۡقَیۡنَٰهُم مَّاۤءً
غَدَقࣰا﴾.
﴿قُلۡ أَرَءَیۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَاۤؤُكُمۡ غَوۡرࣰا فَمَن یَأۡتِیكُم
بِمَاۤءࣲ مَّعِینِۭ ﴾.
﴿وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰۤ ءَامَنُوا۟ وَٱتَّقَوۡا۟ لَفَتَحۡنَا عَلَیۡهِم
بَرَكَٰتࣲ مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾.
فاتقوا اللهَ وَادعوه وأنتم موقنونَ بالإجابة:
اللهمَّ يا واحدُ يا أحد – يا فَردُ يا صمد – يا رحمن يا
رحيم
يا حيُّ يا قيوم برحمتك نستغيث – أصلح لنا
شأننا كُلَّهُ ولا تكلنا لأنفسنا طرفَةَ عين.
اللهمَّ لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إنا كُنَّا مِنَ الظالمين.
اللهمَّ ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
اللهمَّ إنّا نستغفركَ إنكَ كُنتَ غفّارا – فأرسل
السماءَ علينا مدرارا.
اللهمَّ اسقنا الغيثَ ولا تجعلنا منَ القانطين.
اللهمَّ أغثنا - اللهمَّ
أغثنا - اللهمَّ
أغثنا
عبادَ الله: أكثروا منَ الاستغفارِ والدعاء، عسى ربُّكُمْ أنْ يَرْحَمَكُم.
سبحانَ رَبِّكَ ربِّ العزةِ عمّا يصفون – وسلامٌ على
المُرسَلين – والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
تعليقات
إرسال تعليق