التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحلال بين - وسوريا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحلال بين والحرام بين)

 

إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ،

يا ربِّ حمداً ليسَ غَيْرُكَ يُحْمَدُ     **     يا من لَهُ كُلُّ الخَلائِقِ تَصْمُدُ
أبوابُ غيرِكَ ربنا قد أوُصدت       **     ورأيتُ بابَكَ واسعاً لا يُوصَدُ

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُ، وصفيه وخليله بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

أما بعد:

يَقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الحديثِ الذي يرويهِ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ -رَضِي اللهُ عَنْهُما: "إنَّ الحَلاَلَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ.

فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ؛ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ.

أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ وإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُـهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ؛ أَلاَ وهِيَ الْقَلْبُ".

 

لقد كانَ أكْثَرُنَا إلى زَمَنٍ قَرِيبٍ لا يَشُّكُ في الحَرَامِ، وَلا يَرْتَابُ فِي الحَلالَ طَرْفَةَ عينٍ! وَمَا اشْتَبَهَ عَلينا مِنْ أُمورِ دينِنا سَأَلْنا عنهُ فَزالَ عَنَّا الإشكال؛ وَذَلِكَ لأنَّ الحَلالَ كانَ يُسمَّى بِأسمَائِهِ المَأْلُوفَةِ، وَنَعْرِفُ الحَرَامَ بِأسمائِهِ المَعْرُوفَةِ.

 

أمَّا اليومُ: فَهُنَاكَ تَحرِيفٌ لِلمُصْطَلَحَاتِ الشَّرعيَّةِ وَالحَقَائِقِ الدِّينيَّةِ؛ حَتَّى نَشَأَ جِيلٌ لا يَعرِفُ الحَلالَ مِنَ الحَرامِ، وَغُيِّبَ عَنْ بِعْضِ المُصْطَلَحَاتِ والألفَاظِ الشَّرْعِيَّةٍ.

 

وَلَقَدْ صَدَقَ رَسُولُنا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- حِينَ قَالَ: "لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ؛ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِير".

فَالمُصِيبَةُ أنْ يَعتَادَ أُنَاسٌ الحَرامَ، وَتَشرَبُهُ قُلُوبُهم، فَيصْبِحُ عَادَةً تَتَوَارَثُهَا الأَجْيَالُ، وَيُنْكِرُونَ عَلى مَنْ دَعَا لإصْلاحِ الحال.

 

والفتنَةُ العظيمةُ - حِينَ تُوظَّفُ الكلمةُ والأقلامُ لإظهارِ الباطلِ في أجملِ صورةٍ، وإظهارِ الحقِّ في أبشعِ صُورةٍ! وهذا ما حدثَ في كثيرٍ مِنَ البِلادِ الإسلامِيَّة؛ فَقَدْ أُغرقَتْ بِالمُنكَرَاتِ، وانتشرَ فيها التَرفِيهُ وَالتَّفَاهَات، وَإذَا نَصحَ النَّاصِحُونَ فيهِم قَالوا: أَخْرِجُوهُمْ مِن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ!

 

قالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ؛ يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ، وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّةً؟ فَإِنْ غُيِّرَ مِنْهَا شَيْءٌ قِيلَ: غُيِّرَتِ السُّنَّةُ، قَالُوا: مَتَى ذَلِكَ؟ قَالَ: إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ".

 

وهذا مَا حَدَثَ حينَما أُغْرِقَ المُجْتَمَعُ بالمُنْكَرات، وَسَمّو الرِّبا بالقَرْضِ والمُضارَبة وَهُوَ مِنَ المُعامَلاتِ الرَّبَوِيَّة، وَسَمّو الأفكارَ والآراءَ الكُفْرِيَّةِ والإلحادِيَّةِ بالآراءِ القوية.

 

بينَمَا الأقوالُ التي تَدْعو إلى العودةِ لمنهَجِ الكتابِ والسُّنَّةِ بِفَهْمِ سَلَفِ الأُمة، يُسَمُّونَها بالأفكارِ الرَّجْعِيَّةِ والْمُتَطَرِّفَةِ وَالْمُتَخَلِّفَة - والقائمةُ تَطولُ بتغييرِ أسماءِ الْحَرام، وَلِعَدُوِّ اللهِ إبليس - قَدَمَ السَّبْقِ في هذا الأَمْر، فإنَّهُ كانَ أَوَّلُ مَنْ استَعْمَلَ هذا الْمَكرَ والخداع. فَسَمَّى الحرامَ بغيرِ اسمه، وذلك لَمّا خَدَعَ أَبَوَيْنا آدمَ وَحَوّاءَ بذكرِ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى، تغييرٌ للأسماء، وَتَشْويهٌ للحقائق، وتحريفٌ للمُصْطَلَحات. وهو خَطَرٌ عَظيمٌ عَلى الشعوبِ والمجتمعات.

 

وهو مَذْهَبُ بَني إسرائيلَ - الذي ذَمَّهُمُ اللهُ تَعالى بِهِ في كتابهِ المبين، فقالَ جلَّ وَعلا " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ".

كانوا يَخْلِطونَ الحقَّ بالباطِلِ لِتَلْتَبِسَ الأمور، ولا يَعْرِفُ الناسُ المسموحَ بِهِ مِنَ المحظور، حتى لا تستيقِظَ القلوبُ الصحيحة، فتكونُ المعصيةُ كشربِ الماء، فلا نَدَمٌ بعدَ المعصية، ولا نَفْسٌ تلومُ ولا بكاءُ.

 

فَلا بُدَّ أن تبقى الأسماءُ بِمُسَمَّيَاتِهَا الشَّرْعِيَّةِ؛ فالشركُ شركٌ، والبدعَةُ بِدْعَةٌ، والفُسوقُ فسوق، والرِّبَا رِبَاً، وَإنْ سَمَّوْهُ بِأيِّ عَوَائِدَ أو فَوَائِدَ، وَالغِنَاءُ الفَاحِشُ وَالمَعَازِفُ حَرَامٌ؛ فَلا يَصِحُّ أنْ تُسَمَّىَ طَرَبَاً وَتَرْفِيهَاً!

 

والاخْتِلاطُ فِي كُلِّ المَحَافِلِ والمَجَامِعِ لا يَخْرُجُ عَنْ مُسَّاهُ الشَّرْعِيُّ وَإنْ سَمَّوْهُ تَرْفِيهَاً؛ والغيبةُ غيبة، والنيمةُ نميمة، فَإنَّ الحَلاَلَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ؛ فَالأمُورُ عَلى حَقِيقَتِها كَمَا أَخَبَرَنَا بِهَا رَبُّنا -سُبْحَانَه- فِي كِتَابِهِ العَزِيزِ، وَبَيَّنَهَا نبيُّنا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فِي سُنَّتِهِ؛ فلا يجوزُ أن نُحَسِّنَ القَبيحَ، وَنُزَيِّنَ البَاطِلِ.

 

فهذا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ يَجِدُ التمرةَ الواحدةَ في زاويةِ البيتِ أوْ عَلى فِراشِه عندما يَدْخُلُ البيت، وإِنه لجائِعٌ عليهِ الصلاةُ والسلام، لم يَأْكلْ مُنْذُ ثلاثَةِ أيام، فماذا يقول عليه الصلاةُ والسلام.

يقولُ وَيُقْسِمُ، واللهِ إني لأَنْقَلِبُ إلى أَهلي، فَأَجِدُ التَّمْرَةَ ساقِطَةً على فِراشي أوْ في بيتي، فأرْفَعُها لآكُلَها، ثمَّ أَخْشى أنْ تكونَ صَدَقَة، أو مِنَ الصَّدَقَةِ فألْقِيها.

 

 

كذلِكَ كانَ صحابَتُهُ الكرامُ يعيشونَ بهذا الحذرِ مِنَ الحرام، ولا يَخْدَعونَ أَنْفُسَهُم،

فها هو أبو بكرٍ لَمّا جاءَهُ غُلامٌ عندَهُ بطعام، وأكلَ أبو بكرٍ منهُ ثُمّ سَأَلَ رضيَ اللهُ عنهُ عنْ مصدَرِ ذلك، فقالَ الغلام: كَهانةٌ تَكَهَّنْتُها في الجَاهِلِيَّةِ، فأدْخَلَ أبو بَكْرٍ يَدَهُ في فيهِ، فَقَاءَ كُلَّ شيءٍ في بَطْنِهِ.

ألمْ يكنْ يَسَعُ أبا بكرٍ وهو الفقيهُ الذي يَعْرِفُ المصادرَ والموارد، وسمعَ كتابَ اللهِ من فَمِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

ألم يكن يَسَعُهُ أنْ يتذَرَّعَ لنفسِهِ بالجَهالَةِ - وأنْ يعتذِرَ لنفسِهِ بالمعاذير وَفْقَ ما يفعلُ كثيرٌ منَ الناسِ اليوم.

ثمَّ يقولُ أبو بكر: سمعتُ خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: كُلُّ جَسَدٍ نَبَتَ مِنْ سُحتٍ فالنارُ أولى به.

 

وهذا الفاروقُ عُمر رضي الله عنه وأرضاهُ يقول: كُنَّا نَدَعُ تِسْعَةَ أعشارِ الحلالِ مَخَافَةَ أنْ نَقَعَ في الحرام، هذا في زمانهم.

 

فكيف بنا اليومَ وَقد انتشرَ الحرامُ بِكُلِّ صُوَرِهِ بشكلٍ مُخيف، وكأنَّ الناسَ قَدْ اعتادوهُ وأصبَحَ جُزْءًا مِنْ حَياتِهم.

 

الأمةُ اليومَ بحاجَةٍ إلى تَوْبَةٍ جَماعيَّة، "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"، فَسُنَّةُ اللهِ لا تَتَغَيَّرُ وَلا تَتَبَدَّلُ وَلا تَتَحَوَّل.

وَمِنْ سُنَنِ اللهِ تَعالى التي لا تتبدلُ وَلا تتغير: أنَّ الذنوبَ والْمَعاصي سببٌ لهلاكِ الدُّوَلِ والأُمم، وأنَّ ظُلْمَ الأُمَمِ وَذُنوبَ البلادِ وآثامَ العباد، سببٌ لهلاكِهم وهلاكِ دُوَلِهِم وأُمتهم.

"وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ".

"وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا - وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا".

 

القُرى والأممُ التي تُهَمِّشُ الحلال، وَتُسارِعُ للحَرام، تُحاسَبُ حِسابًا شديدًا، وَتُعَذَّبُ عذابًا شديدا.

كلامُ اللهِ حَقٌّ وَلَيْسَ بِهَزْل.

"وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ - فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ - فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ".

يومَ أنْ تُعْرِضَ الدولُ والأممُ عَنْ شرعِ اللهِ ودينِ الله، يكونُ ذلكَ نذيرًا بِهلاكها.

إذا أَرَدْنا أنْ نُعَدِّدَ أولئكَ الذينَ أَهْلَكَهُمُ اللهُ بِذُنوبِهِم، فَإِنَّنا لا نَكادُ نُحصيهِمْ عَدَدا، السببُ الحقيقيُّ لهذا الْهَلاكِ هُوَ الذنوبُ والمعاصي.

واللهُ عزَّ وَجَلَّ يَقُصُّ عَلينا قَصَصَ مَنْ قَبْلِنا مِنَ الأُمَمِ لِتَكُونَ عِبْرَةً لَنَا وَتَنْبيها.

 

وَأُمَّتُنا اليومَ تَمُرُّ بأحوالٍ عَصيبَةٍ جدًا: سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا واجتماعيا، وَتَمُرُّ بِها فِتَن، وَلكنَّا مِنْ كَثْرَةِ الْفِتَنِ صِرْنَا لا نَشْعُرُ بِها، ولا سبيلَ للنَّجاةِ مِنْها إلا بتوبَةٍ نَصوح، لأنَّنا عَرَفْنا أنَّ السَّبَبَ هُوَ الذُّنوبُ والمعاصي.

 

الأمةُ اليومَ تَنْتَشِرُ فيها مُعْظَمُ أسبابِ خَسْفِ الأُمَمِ السَّابِقة: المنكراتُ، والْفُحْشُ، والزنا، والربا، وارتكابٌ للمُحَرَّماتِ على اختلافِ أَشْكالِها، المأكَلُ حَرام، والْمَشْرَبُ حَرام، مِنْ هُنا جاءَ وَهَنُ الأُمَّةِ وَضَعْفُها وانْهِزامُها، والأمةُ تَطْلُبُ النَّصْرَ وتطلبُ العِزَّة.

الأمةُ تحتاجُ أَيْضًا لِتَوْبَةٍ جَماعِيَّةٍ مِنْ مُوالاةِ الكافرين، والتَّبَعِيَّةِ الفكريةِ الْمَذْمُومَةِ مِنْ كُلِّ ما جاءَ مِنَ الْغَرْب.

كلُّ مَذْهَبٍ باطِلٍ لكي يَرُوجَ باطِلُهُ تُراقُ لَهُ دِماء، فَما بالُ الأمَّةِ وهِيَ تَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، وَتُتَابِعُ حالَ اخْوَتِنا في غَزَّة وفي الضَّفَّةِ وفي اليمنِ وفي مِصرَ وفي السُّودان، وهيَ لا تُحَرِّكُ ساكنًا. "وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ".

 

وربُّ العزةِ عزيز، غَنِيٌّ عَنْ نُصْرَتِنا لدينِهِ ولأَهْلِه، ولكنْ يَتَوَجَّبُ علينا أنْ نعودَ لديننا، فليسَ السؤالُ هَل سَيَنْتَصِرُ الإسلامُ أمْ لا - فَهُوَ يَقينًا بإذنِ اللهِ سَيَنْتَصِر، ولسنا خائفينَ عليه، ولكنَّهُ الخوفُ الذي يَجِبُ أنْ يُلازِمَ كُلَّ واحدٍ منّا - أينَ سيكونُ هُوَ في تلكَ اللحظة؟ ولأيِّ الفِرَقِ والمعسكراتِ سينحاز، مَعَ الإسلامِ، أمْ مَعَ أعدائِهِ أمْ في زمرَةِ المنافقين؟ فلا تخافوا على إسلامكم، ولكن خافوا على أنفسكم.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فيا فوز المستغفرين استغفروا الله.

 

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله وكفى، وسلام على نبيه الذي اصطفى

أما بعد:

يقولُ زيدُ بنُ ثابتٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ في الحديثِ الصحيح، سمعتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ يقول:

" طُوبَى للشَّامِ، قالوا يا رسولَ وبِمَ ذلك؟ قالَ: تلكَ مَلائِكةُ اللهِ باسطوا أجْنِحَتِها على الشَّامِ" – قيلَ في تفسيرِ هذا الحديث: إِنَّ الملائكةَ تَحُفُّها بالبرَكةِ، وتَدفَعُ عنها المهالِكَ والمؤذياتِ، وقيل: تُحافظُ عليها مِنَ الكفرِ.

 

وقالَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "ألا وإنَّ الإيمانَ حينَ تَقَعُ الفتنُ بالشَّامِ".

 

وقالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ في الحديثِ الذي يرويهِ عبدُاللهِ بنُ حَوالة:

"إنَّكم سَتُجَنَّدونَ أجنادًا: جُنْدًا بالشَّامِ وَجُنْدًا بالعراقِ وجُندًا باليمَنِ، فقالَ عبدُاللهِ بنُ حَوالة: يا رسولَ اللَّهِ اختر لي، قالَ: عليْكَ بالشَّامِ فإنَّ اللَّهَ قد تَكفَّلَ لي بالشَّامِ وأَهلِهِ".

 

سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ        وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ

وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي         جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ

بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا         وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا

إنها التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "فُسْطاطُ المسلمينَ يومَ المَلحَمةِ بالغوطةِ. إلى جانبِ مدينةٍ يقالُ لها: دِمَشقُ، مِنْ خَيْرِ مَدائِنِ الشامِ".

إنها عُقْرُ دارِ الإسلام – كَمْ أَطارَتْ مَشاهِدُ الظُّلْمِ في الشامِ النومَ مِنْ جُفونِنا، وأقضّتْ مضاجِعَنا – وَكَمْ آلمتنا مناظرُ البراميلِ المتفجرة، والعباراتُ الكفريةُ التي كانَ يُطْلِقُها أتباعُ النظامِ الفاجر، وَكَمْ آذانا انتهاكُ الأعراضِ هناك، واغتصابُ النساء، وسنواتٌ مِنَ الظُّلْمِ والعُبودِيَّةِ التي أُطْبَقَتْ على صدورِ الناسِ رَدَحًا مِنَ الزَّمان.

 

مِنْ أولئك الذين رفعوا رايةَ العروبةِ كَذِبًا وَزُورًا جاعلينَ منها إلاهًا يُعْبَدُ مِنْ دونِ الله. الذينَ كانَتْ أَقَلُّ شعاراتِهِم:

رضيتُ بالبعثِ ربًا لا شريكَ لَهُ          وبالعروبَةِ دينًا ما لَهُ ثاني

وَلَوْ كانَتْ مَقاطِعَ معدودةً لكذبناها جميعًا وقلنا إِنَّها مِنْ تلفيقِ العِصاباتِ الْمُسَلَّحَةِ بِزَعْمِهِم، ولكنَّها مئاتٌ مِنَ المقاطِعِ التي يُؤْخَذُ فيها الأَسْرى فَيُجْبَرونَ للسجودِ لغيرِ اللهِ في بلادِ الشام، الذي بَسَطَتْ عليهِ الملائكةُ أجنِحَتَها.

هذا الشعبُ الذي غَرِقَ أطفالُهُ في أمواجِ البحار، وانقلبَتْ بِهِمُ الزوارِق، وانقلبتْ بِهِمُ الحياة، وذاقوا الويلات.

 

إنَّ هذا النَّفَسَ الذي ظَهَرَ في المسلمينَ اليوم، وبِخاصَّةٍ في سوريا، لَهُوَ تقديرٌ ربانيُّ إلاهي، وشأنٌ خارِجٌ رُبَّما عنِ الأسبابِ الدنيوية، أَمْرٌ أرادَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِيَعودَ للمسلمينَ ولأهلِ السُّنَّةِ مَجْدُهُم وَعِزُّهُم، بعدما ظَنَّ الناسُ أنَّ هذا الإجرامَ لَنْ يزولَ إلى الأبد، وَبَعْدَما كانَتْ سُجونُ الشامِ مليئةً بِمَنْ سُجِنَ ظُلْما.

 

واللهُ أعلمُ ما هوَ حالُ باقي سجونِ الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ التي لا يَخفى على أَحَدِكُم حالُها، حتى وَصَلَ الأمرُ أنَّ مَنْ يَأمُرَ بإصلاحٍ وَصَلاح، وينهى عَنْ مُنْكَرٍ، يُلقى بالسجون، حتى لَوْ كانَ أَعْلَمَ عُلماءِ العصر. وأخرى يُسْجَنُ فيها آلافٌ مؤلفة تَحْتَ مُسَمّى الانضمامِ إلى جَماعَةٍ مَحْظورة.

 

ولكنَّ اللهَ تعالى غالِبٌ على أَمْرِه، فَمَنْ تَدَبَّرَ كتابَ اللهِ عَزَّ وَجَل، وَقَلَّبَ صَفَحاتِ المجرمينَ الذينَ ساموا الناسَ سوءَ العذاب - وَفتكوا بِهم أشدَّ الفتك، وساروا على قاعدةِ المجرمِ الأولِ حين قالَ لقومِهِ: "ما أريكم إلا ما أرى" وخاطبهم قائلًا: "أنا ربكُمُ الأعلى"، فَرَمَّلوا النساء، ويتموا الأطفال، وانتهكوا الأعراض، وشردوا وجَوَّعوا. يَعْرِفُ أنّ الطغيانَ سببُ زوالِ السلطان.

 

يَذْكُرُ اللهُ عزَّ وَجَلَّ لَنَا في سورَةِ الْعَنْكَبوتِ بعدَ أَرْبَعينَ آيةٍ مِنْ بَيانِ قَصَصَ الأَنبياء، وَكَيْفِيَّةِ زَوالِ عُروشِ المجرمينَ بِأَسْهَلِ ما يَكون، يقولُ جَلَّ وَعَلا: "مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ".

وَضَرَبَ اللهُ تعالى هذا المثلَ لِيَقُولَ لَنَا أنَّ ما نَراهُ مِنْ زَخْرَفَةٍ وَنُفوذٍ للباطِلِ مِثْلَ بَيْتِ الْعَنْكَبوتِ الذي لا يَقيها حرًّا ولا بَرْدا، ولا يُغْني عَنْها شيئا.

وذكرتْ بَعْضُ التفاسيرِ أنَّ أُنثى الْعَنكبوتِ تتزاوجُ مَعَ ذَكَرِها، ثُمَّ تَقْتُلُهُ وَتَأْكُلُه، ثُمَّ تَأْكُلُ مَنْ ضَعُفَ مِنْ صِغارها.

وكذلكَ حالُ الظَّلَمَةِ تَراهُم مُنْتَفخين، لكنَّهُم أَضْعَفُ وَأَخَسُّ وأَذَلُ الناسِ في جُبْنِهم.

ثم يقول تبارك وتعالى: "وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ".

 

 

عندما يَصِفُ أهلُ السِّيَرِ غَزَواتِ النَّبيِّ صلى الله عليهِ وَسَلَّمَ والصحابةِ الكرامِ رضيَ اللهِ عنهم، يقولون: "كانَ العدوُّ لا يَقِفُ أمامَ جَيْشِ المسلمينَ فَوّاقَ ناقة – أي بِمِقْدارِ حَلْبِ ناقة"

وفي ذلك بَعَثَ عُمَرُ لسعدٍ يومَ القادسية: قال ما بالُكُم تَأَخَّرَ نَصْرُكُم، وما كانَ لنصرٍ أنْ يَتَأَخَّرَ عنْ أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ أكثرَ مِنْ يومٍ أو يَوْمين إلا لذنبٍ أحدثتموه، أو أحدثته أنا! فلا يُمْكِنُ للباطِلِ أنْ يَصْمُدَ أمامَ الحقّ كثيرا.

 

فلا يغرنكم تقلب الذين كفروا في البلاد: أمريكا – أوروبا – روسيا – الصين – اليهود وأذنابهم – المطبعون – الطغاة: لا يغرنكم تقلبهم في البلاد (متاعٌ قليل).

(والعاقبة للمتقين).

فَنَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ الذي فَرَّجَ كُرْبَةَ إخواننا في سوريا - أنْ يُفَرِّجَ كُرْبَةَ إخواننا في فلسطين عامة، وفي غزةَ خاصة، إنه ولي ذلك والقادرُ عليه.

 

هذا واعلموا عباد الله أن الله قد أمركم بأمر عظيم بدأ به بنفسه وثنى بملائكة قدسه، وثلث بكم فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

لبيك اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آل محمد، كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

وارض اللهم عن الصحابة والتابعين    وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين 

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين   وأذل الشرك والمشركين     ودمر أعداء الدين

اللهم ارفع ما حل بإخواننا في فلسطين، اللهم انصر المجاهدين، وارحم المستضعفين

اللهم أعنهم ولا تعن عليهم، ومكن لهم ولا تمكن منهم، وانصرهم ولا تنصر عليهم

اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيرا فوفقه إلى كل خير

ومن أراد بالإسلام والمسلمين شرًا فخذه أخذ عزيز مقتدر

اللهم عليك باليهود ومن والاهم / اللهم عليك باليهود ومن ناصرهم / طبَّعَ معهم

اللهم لا ترفع لهم راية / ولا تحقق لهم غاية / واجعلهم عبرة وآية.

اللهم ملك البلاد أره الحق حقًا وارزقه إتباعه / وأره الباطل باطلًا وارزقه اجتنابه

وهيئ له البطانة الصالحة، إن نسي ذكروه، وإن ذكر أعانوه. وأنت يا أخي أقم الصلاة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حسابات الأولين

بسم الله الرحمن الرحيم   ( حسابات الأولين )  الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى، الحمد لله الذي أمات وأحيا وأضحك وأبكى، له الحمد سبحانه بما خلقنا ورزقنا وهدانا وعلمنا كفانا فخرا أن تكون لنا ربا، وكفانا عزا أن نكون لك عبيدا ومما زادني شرفًا وتيها       وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي    وأن صيرت أحمد لي نبيا سبحانك سبحانك ما في الوجود سواك ربُّ يعبد             كلا ولا مولىً هناك فيحمدُ رباه إنّ السيل قد بلغ الزُّبا            والأمر عندك بين الكاف والنون يا من أحال النار حول خليله             روحًا وريحانًا بقولك كوني يا من أمرت الحوت يلفظ يونسًا              وسترته بشجيرة اليقطين رباه إنا مثله في شدة          ...

خطبة الاستسقاء

  بسم الله الرحمن الرحيم (الاستسقاء)   أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ الله أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ الله أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ الله الْحَمْدُ اللَّهَ مُغِيثِ الْمُسْتَغِيثِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. تَكْفَّلَ بِأَرْزَاقِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِينَ (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا، كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ). وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.   أمّا بعد : صحَّ عَنِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أنَّه قال: (ليسَ السَّنَةُ ــ أي: الجَدْبُ والقَحْط ــ بأنْ لا تُمطَروا، ولكِنَّ السَّنَةَ بأنْ تُمطَروا وتُمطروا ؛ ولا تُنْبِتُ الأرضُ شيئًا). اعلموا عبادَ اللهِ: أنَّهُ ما نَزلَ بالعبادِ بلاءٌ إلا بذَنْب، ولا حلَّتْ مُصيبةٌ بالَخْلِق إلا مِنْ خطاياهُم، ولا فَشَا الفسادُ في البَرِّ والبحر إلا بسبِ السيئات. فقد قالَ عزَّ وَجلَّ مُخبِرًا لنا عن ذلك: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِ...

تَبُوكُ – انْتِصَارُ غَزَّةَ

  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (تَبُوكُ – انْتِصَارُ غَزَّةَ) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَقَدَّرَ فَهَدَى، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمَاتَ وَأَحْيَا وَأَضْحَكَ وَأَبْكَى، لَهُ الْحَمْدُ سُبْحَانَهُ بِمَا خَلَقَنَا وَرَزَقَنَا وَهَدَانَا وَعَلَّمَنَا. كَفَانَا فَخْرًا أَنْ تَكُونَ لَنَا رَبًّا، وَكَفَانَا عِزًّا أَنْ نَكُونَ لَكَ عَبِيدًا. وَمِمَّا زَادَنِي شَرَفًا وَتِيْهًا ** وَكِدْتُ بِأَخْمَصِي أَطَأُ الثُّرَيَّا دُخُولِي تَحْتَ قَوْلِكَ يَا عِبَادِي ** وَأَنْ صَيَّرْتَ أَحْمَدَ لِي نَبِيًّا سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ مَا فِي الْوُجُودِ سِوَاكَ رَبُّ يُعْبَدُ ** كَلَّا وَلَا مَوْلًى هُنَاكَ فَيُحْمَدُ رَبَّاهُ إِنَّ السَّيْلَ قَدْ بَلَغَ الزُّبَى ** وَالْأَمْرُ عِنْدَكَ بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ يَا مَنْ أَحَالَ النَّارَ حَوْلَ خَلِيلِهِ ** رَوْحًا وَرَيْحَانًا بِقَوْلِكِ كُونِي يَا مَنْ أَمَرْتَ الْحُوتَ يَلْفِظُ يُونُسًا ** وَسَتَرْتَهُ بِشَجِيرَةِ الْيَقْطِينِ رَبَّاهُ إِنَّا مِثْلَهُ فِي شِدَّةٍ ** فَارْحَمْ عِبَادًا كُلَّهُمْ ذُو...

الْإِسْرَاءُ وَالْمِعْرَاجُ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْإِسْرَاءُ وَالْمِعْرَاجُ   إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.   يَا رَبِّ حَمْدًا لَيْسَ غَيْرُكَ يُحْمَدُ      **      يَا مَنْ لَهُ كُلُّ الْخَلَائِقِ تَصْمُدُ أَبْوَابُ غَيْرِكَ رَبَّنَا قَدْ أُوصِدَتْ        **      وَرَأَيْتُ بَابَكَ وَاسِعًا لَا يُوصَدُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ، بَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الْأُمَّةَ، وَجَاهَدَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ.     ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِل...

شهر رجب

  بسم الله الرحمن الرحيم (شهر رجب) إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً          فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ            فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُذْنِبُ ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا              وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُ، وصفيه وخليله بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُص...

ولا تنازعوا فتفشلوا

  بسم الله الرحمن الرحيم (ولا تنازعوا فتفشلوا) إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، يا ربِّ حمداً ليسَ غَيْرُكَ يُحْمَدُ      **      يا من لَهُ كُلُّ الخَلائِقِ تَصْمُدُ أبوابُ غيرِكَ ربنا قد أوُصدت        **      ورأيتُ بابَكَ واسعاً لا يُوصَدُ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُ، وصفيه وخليله بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .   ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾. أما بعد فيا عباد الله:...

وقفات مع معجزة الإسراء والمعراج

  بسم الله الرحمن الرحيم عنوان خطبة الجمعة الموحد (وقفات مع معجزة الإسراء والمعراج)   الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى، الحمد لله الذي أمات وأحيا وأضحك وأبكى، له الحمد سبحانه بما خلقنا ورزقنا وهدانا وعلمنا كفانا فخرا أن تكون لنا ربا، وكفانا عزا أن نكون لك عبيدا ومما زادني شرفًا وتيها        وكدت بأخمصي أطؤ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي     وأن صيرت أحمد لي نبيا سبحانك سبحانك ما في الوجود سواك ربُّ يعبد                كلا ولا مولىً هناك فيحمدُ رباه إنّ السيل قد بلغ الزُّبا               والأمر عندك بين الكاف والنون يا من أحال النار حول خليله                روحًا وريحانًا بقولك كوني يا من أمرت الحوت يلفظ يونسًا                 وسترته بشجيرة اليقطين رباه إنا مثله في شدة ...

واستعينوا بالصبر والصلاة

  بسم الله الرحمن الرحيم (الصلاة)   إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، يا ربِّ حمداً ليسَ غَيْرُكَ يُحْمَدُ      **      يا من لَهُ كُلُّ الخَلائِقِ تَصْمُدُ أبوابُ غيرِكَ ربنا قد أوُصدت        **      ورأيتُ بابَكَ واسعاً لا يُوصَدُ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُ، وصفيه وخليله بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .   ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾. أَمَّا بَعْدُ: قَالَ الإ...

شعبان 2025

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ شَعْبَانُ - وَفَضَائِلُهُ إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ ‏أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ ‏لهُ، يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً          فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ            فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُذنبُ ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا              وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ   وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُ، ‏وصفيه وخليله بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده ‏حتى أتاه اليقين ‎ . ‎ ‏ ‏ ‏﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾‏ ‎ . ‎ ‏ ‏   ‏﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آم...