التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الدُّعاء

 بسم الله الرحمن الرحيم

فضل الدعاء وأثره في رفع البلاء

إنَّ الحمدَ للهِ، نحمدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفرُهُ، ونستهدِيهِ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرورِ أنفُسِنا، ومِنْ سَيِّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يَهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ لَهُ.

 

يا ربِّ حمداً لَيسَ غَيرُكَ يُحمَدُ ** يا مَنْ لَهُ كُلُّ الخَلائِقِ تَصْمُدُ

أبوابُ غَيرِكَ ربَّنا قَدْ أُوصِدَتْ ** ورأيتُ بابَكَ واسِعاً لا يُوصَدُ

 

وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحمداً عبدُهُ وَرسولُهُ، وَصَفِيُّهُ وَخليلُهُ، بلَّغَ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونَصَحَ الأمةَ، وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادِهِ حتى أتاهُ اليقينُ.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

أما بعدُ:

الدارُ جَنَّةُ عَدْنٍ إِنْ عَمِلْتَ بِمَا                  يُرْضِي الإِلَهَ وَإِنْ فَرَّطْتَ فَالنَّارُ

هُمَا مَحَلانِ مَا لِلنَّاسِ غَيْرِهِمَا                  فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ مَاذَا أَنْتَ مُخْتَارُ

 

نتحدثُ اليومَ عن سلاحٍ عظيمٍ، هذا السلاحُ له مِيزَةٌ كبيرةٌ، يُستخدَمُ في وقتِ الحربِ والسِّلمِ، وخاصةً في وقتِ الخطوبِ والآلامِ، يُستخدَمُ مِنْ غَيرِ إذنٍ.

ولا يحتاجُ قائدًا ولا رئيسًا ولا حاكمًا ولا أميرًا، ولا للتَّدَرُّبِ عليهِ.

إنّهُ سلاحٌ يقدرُ عليهِ الكبيرُ والصغيرُ، والذكرُ والأنثى، والقريبُ والبعيدُ.

 

إنه سلاحُ الدعاءِ الذي غَفِلَ عنه كثيرٌ مِنَ المسلمينَ.

هذا السلاحُ الذي تحتاجُهُ أمةُ الإسلامِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ.

وأحوجُ ما تحتاجُ إليهِ في وقتِ الخطوبِ والآلامِ.

ونحنُ اليومَ جسدٌ مثخنٌ بالجراحِ.

ورسولُنا صلى الله عليه وسلم أخبرنا أننا كالجسدِ الواحدِ الذي إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمَّى.

وهذا الجسدُ اليومَ لم يشتكِ منه عضوٌ واحدٌ بل أعضاءٌ وجراحٌ ودِماءٌ تنزفُ.

 

أنَّى نَظَرْتَ إلى الإِسْلامِ في بَلَدٍ            تَجِدْهُ كَالطَّيْرِ مَقْصُوصًا جَنَاحَاهُ

كَمْ صَرَّفَتْنَا يَدٌ كُنَّا نُصَرِّفُهَا               وَبَاتَ يَحْكُمُنَا شَعْبٌ مَلَكْنَاهُ

 

لما جاءَ عتبةُ بنُ ربيعةَ كما في الصحيحِ، أقبلَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والرسولُ حولَ الكعبةِ، فأقبلَ كي يتفاوضَ معهُ، يظنُّ أنَّ الأمرَ بهذه السهولةِ.

فقال: يا محمدُ، تريدُ مالًا؟ خُذْ ما شئتَ مِنَ الأموالِ.

تريدُ زواجًا؟ زوَّجناكَ.        تُريدُ حكمًا؟ أعطيناكَ.

مجنونٌ؟ مسحورٌ؟ مريضٌ؟ (عالجناكَ) المهمُّ ألا تَدْعُوَنا إلى ما تَدْعُو إليهِ.

 

فالتفتَ إليهِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقال: يا عتبةُ، أسمعتَني ما لديكَ، فاستمعْ لما لديَّ، فتلى عليهِ صلى الله عليه وسلم: "حم * تَنزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * ..." إلى أن وصلَ لقولهِ تعالى: "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ".

ثمَّ التفتَ صلى الله عليه وسلمَ إلى الكعبةِ ورفعَ أكفَّهُ يريدُ أن يدعوَ على عتبةَ، فخافَ عتبةُ لأنه يعرفُ تَبِعاتِ هذا الدعاءِ، فالتفتَ إلى وجهِ رسولِ اللهِ مباشرةً ووضعَ كفَّهُ على فمِ رسولِ اللهِ يريدُ أن يمنعَهُ مِنَ الدعاءِ.

فقال:يا محمدُ، نشدتُكَ اللهَ أن لا تدعوَ عليَّ، لأنَّهم كانوا يعلمونَ ماذا يفعلُ الدعاءُ.

 

لذلك لما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم كما في حديثِ ابنِ مسعودٍ يصلي عندَ الكعبةِ، ومرَّ أبو جهلٍ فقال: مَنْ يأتِيني بسَلَى جَزورِ آلِ فُلانٍ.

فقامَ أشقاهُمْ عُقبةُ بنُ أبي مُعيطٍ، وعددُهم كان ستةً:

عقبةٌ – وأبو جهلٍ – وأميةٌ – والوليدُ – وشيبةُ – وربيعةُ.

فقال عقبةٌ: أنا آتيكم بهِ، وهذا ديدنُ مَنْ يحاربُ أهلَ الدينِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، نعم تختلفُ الأساليبُ وتختلفُ الأدواتُ ولكنَّ المرادَ والهدفَ واحدٌ.

فتقدمَ عقبةُ بنُ أبي مُعيطٍ ووضعَ سَلَى الجزورِ على رأسِهِ الشريفِ صلى الله عليه وسلم وعلى ظهرِهِ، وإذا بهم يتمايلونَ ضحكًا، استهزاءً واستهتارًا، بغيًا وظلمًا واستبدادًا، ولم يتحركْ أحدٌ.

الإسلامُ في بدايتِهِ، والدعوةُ في بدايةِ انطلاقتِها، وإذ بفاطمةَ البتولِ ترى هذا المشهد، الرسولُ صلى الله عليه وسلم ساجدًا، وسَلَى الجزورِ على ظهرِهِ وعلى رأسِهِ ويتمُّ صلاتَهُ، فأزالت الأوساخَ عن ظهرِهِ وعن رأسِهِ صلى الله عليه وسلم.

ثمَّ انتهى مِنْ صلاتِهِ وأخذَ يمسحُ بواقي سَلَى الجزورِ، فنظرت فاطمةُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ اللهِ، ادعُ اللهَ على هؤلاءِ.

 

فنظرَ صلى الله عليه وسلم إليها، يعلق النوويُّ وغيرُهُ، يقول: كانت إشارةٌ منه صلى الله عليه وسلم لعلهم يرجعونَ، لعلهم يتوبونَ، لعلهم يستحونَ.

ثمَّ دعا: اللهمَّ عليكَ بقريشٍ، اللهمَّ عليكَ بقريشٍ.

 

تقول فاطمةُ: فالْتَفَتُّ فإذا بهم لم يتحركوا، فقالت: يا رسولَ اللهِ، ادعُ على هؤلاءِ، فقال: اللهمَّ عليكَ بأبي جهلٍ، اللهمَّ عليكَ بعقبةَ، اللهمَّ عليكَ بأميةَ بنِ خلفٍ، اللهمَّ عليكَ بالوليدِ، اللهمَّ عليكَ بربيعةَ، اللهمَّ عليكَ بشيبةَ.

يقولُ ابنُ مسعودٍ: والذي نفسي بيدِهِ لقد رأيتُهم صرعى يومَ بدرٍ، استجابَ اللهُ عز وجل لدعوةِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم.

 

الدعاءُ سلاحٌ إذا استشعرنا قيمةَ الدعاءِ.

وإذا عرفنا قَدْرَ مَنْ نَدعو سبحانه وتعالى.

الدعاءُ سلاحٌ إذا تذكرنا قولَهُ تعالى:

"أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ".

إذا تذكرنا قولَهُ تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ".

 

هذه الدَّعَواتُ إذا خرجت مِنَ القلوبِ المؤمنةِ أثَّرَتْ ونفعتْ، وكان لها أثرٌ واقعٌ، ولذلك بقي نوحٌ عليه السلامُ في دعوةِ قومِهِ تِسْعَمِئَةٍ وخمسين عامًا، ولكنَّ القومَ ما آمنَ منهم إلا قليل، ومعَ ذلكَ كانَ يدعوهم ليلًا ونهارًا، وأعلنَ لهم وأسرَّ لهم إسرارًا، ما تركَ وسيلةً إلا استخدمها، حتى لما دعاهُم وأكثرَ عليهم "جعلوا أصابعَهم في آذانِهم" لا يريدون سماعَ الحقِّ، فأخذ يشيرُ إليهم بيدِهِ، "فاستغشَوْا ثيابَهم وأصروا واستكبروا استكبارًا".

ثمَّ لما وصل الأمرُ إلى ما وصلَ إليهِ، دعا ربَّهُ:

"رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا".

ثمَّ التفتَ إلى ربِّهِ ودعا بدعوةٍ صادقةٍ: "رَبِّ إِنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ".

قال جل وعلا: "فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مِّنْهَمِرٍ".

 

هذه الدَّعَواتُ إذا خرجَتْ مِنَ القلوبِ الصادقةِ حققها اللهُ جلَّ وعلا واستجابَها، والسُّنَّةُ مليئةٌ بالشواهدِ التي تثبتُ أنَّ اللهَ تبارك وتعالى قريبٌ مِنْ عبادِهِ، سميعٌ مجيبٌ.

اللهُ يُحْدِثُ بَعْدَ الْعُسْرِ مَيْسَرَةً                لَا تَجْزَعَنَّ فَإِنَّ الصَّانِعَ اللهُ

 

ومِنَ الشواهدِ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في يومِ بدرٍ وهم قلةٌ، ما حمل سلاحًا ولا سيفًا، ولا نَزَلَ يخوضُ في المعركةِ، ولكنَّهُ جاءَ بأعظمِ سيفٍ وأقوى سلاحٍ.

مدَّ يديهِ إلى السماءِ، ثُمَّ قال: اللهمَّ أنجِزْ لي ما وَعَدتني، اللهمَّ إنْ تَهْلِكْ هذه العصابةَ فلن تُعبدَ في الأرضِ أبدًا، فما كانَتْ إلا لَحَظَاتٍ حتى نَزَلَ جبريلُ ليقاتلَ مع المسلمينَ، وكانَ لهمُ النَّصر.

 

ومِنَ المعلومِ أنَّ كلَّ آياتِ السؤالِ التي جاءت في كتابِ ربِّنا جل وعلا، جعلَ اللهُ قبلَ الجوابِ واسطةً.

"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ – قُلْ: هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ".

"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ – قُلْ: فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ".

"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ – قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ".

كلُّ آياتِ السؤالِ أمرَ اللهُ عز وجل نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يُصَدِّرَ الجوابَ بقولِهِ له: قلْ.

إلا هذه الآية: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي" ما قال اللهُ يا محمدُ قلْ، وذلك لِيُخْبِرَنَا بقربِ الإجابةِ، وأنَّا لا نحتاجُ لواسطةٍ بيننا وبينَهُ جل وعلا.

"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ، أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ".

 

ولذلك قال ابنُ مسعودٍ: مَنْ أدْمَنَ قَرْعَ الْبَابِ، يُوشِكُ أَنْ يُفْتَحَ لَهُ.

ويقول صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ؛ إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا. قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ. قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ".

 

ويقول صلى الله عليه وسلم: مَنْ لَا يَسْأَلِ اللهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ.

كيفَ لَوْ رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلمَ حالَ الناسِ اليومَ وهم يسألونَ الناسَ، يسألونَهم في كلِّ مصلحةٍ، وفي كلِّ واسِطةٍ، وفي كلِّ قَضيةٍ، يُسارِعونَ إلى أبوابِ البشرِ وإلى مكاتبِهم وإلى مؤسساتِهم وشركاتِهم، فإذا جاءَ وقتُ المحاريبِ، وجاءَ وقتُ الدعاءِ، وجاءَ وقتُ المساجدِ ابتعدوا.

 

أتى سائلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فطرقَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بيوتَ أزواجِهِ التسعةِ، فما وَجَدَ طعامًا، تسعةُ بيوتٍ ما فيها طعامٌ، فجلسَ صلى الله عليه وسلم مستقبلًا القبلةَ فقال: اللهمَّ إني أسألُكَ مِنْ فضلِكَ ورحمتِكَ، فإنه لا يملكُها إلا أنتَ.

فما مرتْ غيرُ ساعةٍ حتى أُتِيَ إليهِ بشاةٍ مذبوحةٍ، فابتسمَ صلى الله عليه وسلم وقال: هذا فضلُ اللهِ وإنا لننتظرُ رحمتَهُ.

 

ولا يزالُ العبدُ يتذللُ وينكسرُ حتى يُعطى ما يطلبُ وما يريدُ. فلا شيءَ أكرمُ على اللهِ مِنَ الدعاءِ.

ويقولُ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه: إني واللهِ لأعلمُ دعوةً لو كان على ظهرِكَ همٌّ أو دينٌ مثلُ جبلِ أُحُدٍ لأدَّاهُ اللهُ عنكَ، إنها دعوةُ يونُسَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ".

 

أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، فيا فوزَ المستغفرينَ استغفروا اللهَ.

 

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ وكفى، وسلامٌ على نبيِّهِ الذي اصطفى.

أمرنا ربُّنا جلَّ وَعلا أن نتقربَ إليهِ بالدعاءِ، لأنَّ الدعاءَ عبادةٌ: قالَ صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هو العبادةُ) ثمَّ قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ - إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.

 

فمَنْ دعا اللهَ تعالى في كلِّ حالٍ استجابَ اللهُ لهُ على أيِّ حالٍ.

 

ومما لا ريبَ فيه أنَّ الدعاءَ سببٌ مِنْ أسبابِ رفعِ البلاءِ. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ القضاءَ والدعاءَ يلتقيانِ بين السماءِ والأرضِ، فيعتلجانِ فيغلبُ الدعاءُ القضاءَ).

 

والدعاءُ يَرُدُّ البلاءَ ما دامَ العبدُ يوقنُ بما قضى اللهُ تعالى لهُ.

فالعبدُ إذا دعا ربَّهُ استجابَ اللهُ تعالى دعوتَهُ وأعطاهُ ما سألَ إذا توافرتْ في الداعي شروطٌ، ولعلَّ الأكلَ الحلالَ مِنْ أبرزِها، وأما الحرامُ الذي غزا المسلمينَ ودمرَ البيوتَ، ودمَّرَ النّاسَ بالرَّشوةِ والربا والتحايلِ، كلُّ ذلك حالَ بيننا وبينَ استجابةِ الدعاءِ، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لسعدِ بنِ معاذٍ رضي الله عنه: (يا سعدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ).

 

وخيرُ الدعاءِ ما وافقَ القرآنَ الكريمَ وسنةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. لا سيما إنْ رافقَهُ التضرعُ والخضوعُ للهِ تعالى، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾.

ولا بدَّ أن يكونَ العبدُ موقنًا باختيارِ ربّهِ لَهُ مهما كانت النتيجةُ، يقولُ صلى الله عليه وسلم: (يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي).

فيتوجبُ على العبدِ أن يُحسِنَ الظنَّ باللهِ عندَ دعوتِهِ وأنَّهُ سبحانه يعلمُ الغيبَ، وهو سبحانه يختارُ للعبدِ ما هو أفضلُ.

 

يقولُ ربُّنا جل وعلا:

"يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ سَأَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتَهُ، وَأَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ".

 

فعلى المسلمِ في هذه الأيامِ المباركةِ أن يُكْثِرَ مِنَ الدعاءِ لا سيما في ساعاتِ الاستجابةِ وفي سجودِهِ وفي وقتِ السَّحَرِ وساعةِ الجُمُعةِ.

لعلَّ اللهَ عز وجل أنْ يكشفَ الغُمَّةَ عن هذهِ الأمةِ.

وأن يرفعَ البلاءَ عنها وَيَنْصُرَها على أعدائِها.

فإنَّ اللهَ جل وعلا حييٌّ كريمٌ، يستحي مِنْ عبدِهِ إذا رفعَ أكفَّهُ إلى السماءِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ.

ألحُّوا على اللهِ، فإنَّ لكم إخوانًا في فلسطينَ، بل وفي أغلبِ بلادِ المسلمينَ يعانونَ مِنَ اللأواءِ والشدةِ والبلاءِ، وقُتِّلَ الأطفالُ، ورُمِّلَتِ النِّساء، وهُدمت المساجدُ، وشُرِّدَ الآلافُ.

نسألُ اللهَ أن يُنَزِّلَ عليهم رحمتَهُ، وأن يرحمَ النساءَ والضعفاءَ. وأن ينصر المجاهدين في كل مكان يذكر فيه اسمه الكريم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وَاعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ بَدَأَ بِهِ بِنَفْسِهِ وَثَنَّى بِمَلَائِكَةِ قُدْسِهِ، وَثَلَّثَ بِكُمْ فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

 

لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وَسَلَّمْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

 

اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذلَّ الشركَ والمشركينَ، ودمرْ أعداءَ الدينِ.

اللهمَّ انصرْ إخوانَنا المجاهدينَ في سبيلِكَ في كلِّ مكانٍ يُذْكَرُ فيه اسمُكَ الكريمُ.

اللهمَّ انصرهم في فلسطين، اللهمَّ انصرِ المجاهدينَ، وارحمِ المستضعفينَ.

اللهمَّ أعنْهم ولا تُعِنْ عليهم، ومكنْ لهم ولا تمكنْ منهم، وانصرْهم ولا تنصرْ عليهم.

اللهمَّ مَنْ أرادَ بالإسلامِ والمسلمينَ خيرًا فوفقْهُ إلى كلِّ خيرٍ،

ومَنْ أرادَ بالإسلامِ والمسلمينَ شرًّا فخُذْهُ أخذَ عزيزٍ مقتدرٍ.

اللهمَّ عليكَ باليهودِ ومَنْ والاهُمْ / اللهمَّ عليكَ باليهودِ ومَنْ ناصرَهُمْ.

اللهمَّ لا ترفعْ لهم رايةً / ولا تحققْ لهم غايةً / واجعلْهم عبرةً وآيةً.

اللهمَّ مَلِّكِ البلادَ أَرِهِ الحقَّ حقًّا وارزقْهُ اتِّباعَهُ / وأَرِهِ الباطلَ باطلًا وارزقْهُ اجتنابَهُ.

وهيِّئْ له البطانةَ الصالحةَ، إنْ نسي ذكَّرُوهُ، وإنْ ذكرَ أعانُوهُ.

وأنتَ يا أخي أَقِمِ الصلاةَ.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حسابات الأولين

بسم الله الرحمن الرحيم   ( حسابات الأولين )  الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى، الحمد لله الذي أمات وأحيا وأضحك وأبكى، له الحمد سبحانه بما خلقنا ورزقنا وهدانا وعلمنا كفانا فخرا أن تكون لنا ربا، وكفانا عزا أن نكون لك عبيدا ومما زادني شرفًا وتيها       وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي    وأن صيرت أحمد لي نبيا سبحانك سبحانك ما في الوجود سواك ربُّ يعبد             كلا ولا مولىً هناك فيحمدُ رباه إنّ السيل قد بلغ الزُّبا            والأمر عندك بين الكاف والنون يا من أحال النار حول خليله             روحًا وريحانًا بقولك كوني يا من أمرت الحوت يلفظ يونسًا              وسترته بشجيرة اليقطين رباه إنا مثله في شدة          ...

خطبة الاستسقاء

  بسم الله الرحمن الرحيم (الاستسقاء)   أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ الله أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ الله أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ اللهَ، أستغفِرُ الله الْحَمْدُ اللَّهَ مُغِيثِ الْمُسْتَغِيثِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. تَكْفَّلَ بِأَرْزَاقِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِينَ (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا، كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ). وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.   أمّا بعد : صحَّ عَنِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أنَّه قال: (ليسَ السَّنَةُ ــ أي: الجَدْبُ والقَحْط ــ بأنْ لا تُمطَروا، ولكِنَّ السَّنَةَ بأنْ تُمطَروا وتُمطروا ؛ ولا تُنْبِتُ الأرضُ شيئًا). اعلموا عبادَ اللهِ: أنَّهُ ما نَزلَ بالعبادِ بلاءٌ إلا بذَنْب، ولا حلَّتْ مُصيبةٌ بالَخْلِق إلا مِنْ خطاياهُم، ولا فَشَا الفسادُ في البَرِّ والبحر إلا بسبِ السيئات. فقد قالَ عزَّ وَجلَّ مُخبِرًا لنا عن ذلك: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِ...

تَبُوكُ – انْتِصَارُ غَزَّةَ

  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (تَبُوكُ – انْتِصَارُ غَزَّةَ) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَقَدَّرَ فَهَدَى، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمَاتَ وَأَحْيَا وَأَضْحَكَ وَأَبْكَى، لَهُ الْحَمْدُ سُبْحَانَهُ بِمَا خَلَقَنَا وَرَزَقَنَا وَهَدَانَا وَعَلَّمَنَا. كَفَانَا فَخْرًا أَنْ تَكُونَ لَنَا رَبًّا، وَكَفَانَا عِزًّا أَنْ نَكُونَ لَكَ عَبِيدًا. وَمِمَّا زَادَنِي شَرَفًا وَتِيْهًا ** وَكِدْتُ بِأَخْمَصِي أَطَأُ الثُّرَيَّا دُخُولِي تَحْتَ قَوْلِكَ يَا عِبَادِي ** وَأَنْ صَيَّرْتَ أَحْمَدَ لِي نَبِيًّا سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ مَا فِي الْوُجُودِ سِوَاكَ رَبُّ يُعْبَدُ ** كَلَّا وَلَا مَوْلًى هُنَاكَ فَيُحْمَدُ رَبَّاهُ إِنَّ السَّيْلَ قَدْ بَلَغَ الزُّبَى ** وَالْأَمْرُ عِنْدَكَ بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ يَا مَنْ أَحَالَ النَّارَ حَوْلَ خَلِيلِهِ ** رَوْحًا وَرَيْحَانًا بِقَوْلِكِ كُونِي يَا مَنْ أَمَرْتَ الْحُوتَ يَلْفِظُ يُونُسًا ** وَسَتَرْتَهُ بِشَجِيرَةِ الْيَقْطِينِ رَبَّاهُ إِنَّا مِثْلَهُ فِي شِدَّةٍ ** فَارْحَمْ عِبَادًا كُلَّهُمْ ذُو...

الْإِسْرَاءُ وَالْمِعْرَاجُ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْإِسْرَاءُ وَالْمِعْرَاجُ   إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.   يَا رَبِّ حَمْدًا لَيْسَ غَيْرُكَ يُحْمَدُ      **      يَا مَنْ لَهُ كُلُّ الْخَلَائِقِ تَصْمُدُ أَبْوَابُ غَيْرِكَ رَبَّنَا قَدْ أُوصِدَتْ        **      وَرَأَيْتُ بَابَكَ وَاسِعًا لَا يُوصَدُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ، بَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الْأُمَّةَ، وَجَاهَدَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ.     ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِل...

الحلال بين - وسوريا

  بسم الله الرحمن الرحيم ( الحلال بين والحرام بين )   إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، يا ربِّ حمداً ليسَ غَيْرُكَ يُحْمَدُ      **      يا من لَهُ كُلُّ الخَلائِقِ تَصْمُدُ أبوابُ غيرِكَ ربنا قد أوُصدت        **      ورأيتُ بابَكَ واسعاً لا يُوصَدُ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُ، وصفيه وخليله بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .   ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾. أما بعد:...

شهر رجب

  بسم الله الرحمن الرحيم (شهر رجب) إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً          فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ            فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُذْنِبُ ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا              وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُ، وصفيه وخليله بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُص...

ولا تنازعوا فتفشلوا

  بسم الله الرحمن الرحيم (ولا تنازعوا فتفشلوا) إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، يا ربِّ حمداً ليسَ غَيْرُكَ يُحْمَدُ      **      يا من لَهُ كُلُّ الخَلائِقِ تَصْمُدُ أبوابُ غيرِكَ ربنا قد أوُصدت        **      ورأيتُ بابَكَ واسعاً لا يُوصَدُ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُ، وصفيه وخليله بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .   ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾. أما بعد فيا عباد الله:...

وقفات مع معجزة الإسراء والمعراج

  بسم الله الرحمن الرحيم عنوان خطبة الجمعة الموحد (وقفات مع معجزة الإسراء والمعراج)   الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى، الحمد لله الذي أمات وأحيا وأضحك وأبكى، له الحمد سبحانه بما خلقنا ورزقنا وهدانا وعلمنا كفانا فخرا أن تكون لنا ربا، وكفانا عزا أن نكون لك عبيدا ومما زادني شرفًا وتيها        وكدت بأخمصي أطؤ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي     وأن صيرت أحمد لي نبيا سبحانك سبحانك ما في الوجود سواك ربُّ يعبد                كلا ولا مولىً هناك فيحمدُ رباه إنّ السيل قد بلغ الزُّبا               والأمر عندك بين الكاف والنون يا من أحال النار حول خليله                روحًا وريحانًا بقولك كوني يا من أمرت الحوت يلفظ يونسًا                 وسترته بشجيرة اليقطين رباه إنا مثله في شدة ...

واستعينوا بالصبر والصلاة

  بسم الله الرحمن الرحيم (الصلاة)   إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، يا ربِّ حمداً ليسَ غَيْرُكَ يُحْمَدُ      **      يا من لَهُ كُلُّ الخَلائِقِ تَصْمُدُ أبوابُ غيرِكَ ربنا قد أوُصدت        **      ورأيتُ بابَكَ واسعاً لا يُوصَدُ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُ، وصفيه وخليله بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .   ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾. أَمَّا بَعْدُ: قَالَ الإ...

شعبان 2025

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ شَعْبَانُ - وَفَضَائِلُهُ إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ ‏أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ ‏لهُ، يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً          فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ            فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُذنبُ ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا              وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ   وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُ، ‏وصفيه وخليله بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده ‏حتى أتاه اليقين ‎ . ‎ ‏ ‏ ‏﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾‏ ‎ . ‎ ‏ ‏   ‏﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آم...